أسماء الصقور ومعانيها

أطلق العرب العديد من التسميات على الصقور وفسروا معانيها، حيث يقال الصقر الحُر، وهو الطليق ويقال عن الشيء أنه حر كصفة أي أنه خالص، دليل وكناية عن الأصالة، كأن نقول ذهب حر ما يعني ذهباً خالصاً.
وصقر الشَّاهين، هو الطائر الجارح من فصيلة الصقور، ويقال عن الشخص أنه شاهين أي أنه قوي شديد البأس، وشديد الضراوة في الانقضاض والقتال، بينما صقر الجير جاءت تسميته من صخر الجير الذي يمتاز بالصلابة والقوة، ويدعى بصخر الفولاذ بسبب شدة صلابته.

ويقول العرب صقر الوكري، ويقصد به عُشُّ الطائر أو بيته الذي يبيض فيه ويُفرخ ضمنه، بغض النظر عن مكان الوكر، فقد يكون على سفح جبلٍ أَو فوق شجرة، كما يقصد به المغارة أو الكهف أو أي مَسْكن آخر مشبوه، قد يتم اللجوء إليه بقصد التخفي من جرم مقترف تمت المطاردة عليه. أما صقر الباز يعني هو الغالب الذي يأخذ حق الآخرين قهراً علانيةً وخفاءً بدون وجه حق.
وتصنف الصقور إلى ثلاث مجموعات رئيسية وهي مجموعة العاسوق صغيرة الحجم، وتعيش في العالم القديم، وتتميّز بأنّ الذكور أكثر تلوّناً من الإناث؛ ممّا يجعل من السهل التمييز بين الجنسين، وتتغذّى صقور العاسوق على الطيور، والثدييات الصغيرة، والحشرات كبيرة الحجم، ومجموعة الشويهين وتضم صقوراً كبيرة الحجم نسبياً، غذاؤها الأساسي مكوّن من الطيور الصغيرة، وتتميز بوجنتيها السوداوين، وببروز اللون الرمادي الداكن في ريشها، ومجموعة الشاهين التي تتميز بالقوة والسرعة.

وتنقسم الصقور من حيث التغذية إلى ثلاث أقسام حسب العمر، فالصغيرة تتغذى غالباً على الفقاريات واللافقاريات مثل: القوارض، والزواحف، والحشرات، وهي تكون عادةً ممتلئة الجسم، والمتوسّطة العمر، تتغذى على الطيور الصغيرة، وهي أكثرَ أناقةً من الصقور الصغيرة، والكبيرة، التي تتغذى على الطيور متوسطة الحجم، وحجمها كبير مثل الصقر القطامي.
وتمتاز الصقور بقدرتها الهائلة على اصطياد الفرائس سواء الطائرة في الجو أو المتحركة على الأرض، فلديها النظر الثاقب الذي يساعدها في تحديد أماكن وجود الفرائس بدقةٍ عاليةٍ جداً، وكذلك قدرتها على تغيير الاتجاهات بسرعةٍ أثناء الطيران بحيث تستطيع عمل المناورات حول الفرائس الطائرة ومن ثم اصطيادها، لذلك استغل الإنسان هذه الميِّزة، واستخدم الصقر في الصيد؛ حيث يُقال إن من بدأ بهذا العمل هو الحارث بن معاوية بن ثور الكندي من خلال مراقبته لصيّاد نصَب فخاً لاصطياد العصافير، فقام صقر بالانقضاض على عصفورٍ وأكله، فأخذ الحارث هذا الصقر، ووضعه في بيت خاص، واعتنى به وأطعمه ودرّبه على الصيد، ثم أخذه معه في إحدى رحلات الصيد، وبينما هو معه لمح الصقر أرنباً، فانقض عليه واصطاده وهنا أحبه الحارث، ومن بعدها بدأ العرب يستخدمون الصقور للصيد، وهناك من يقول إن ملوك الفرس هم السبّاقون في استخدام الصقور للصيد.
///////////////////////////////////////////
“الصقارة” ضمن التراث غير المادي لـ”اليونسكو”
أدرجت اللجنة الحكومية الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو مهنة الصقارة ضمن لائحة التراث العالمي غير المادي.
وبينت أن تربية الصقور باتت تترافق مع روح الصداقة والمشاركة، أكثر من اعتبارها مصدر رزق. وتتركز أساسًا على طول خطوط الهجرة وممراتها. ويمارسها أشخاص من كل الأعمار، رجالاً أو نساءً، هواة أو محترفون. كما يطور مربو الصقور علاقة قوية ورابطًا روحيًّا مع طيورهم.
وأشارت إلى أن تربية الصقور تنتقل من جيل إلى جيل، حيث يصطحب المربون معهم أبناءهم عند الخروج للصيد لتدريبهم على السيطرة على الطائر وإقامة علاقة ثقة معه. كما جاء في موقع اليونسكو أيضا أن تربية الصقور تشكل قاعدة لتراث ثقافي أوسع، يشمل الأزياء التقليدية، والغذاء، والأغاني، والموسيقى، والشعر والرقصات.
وتُعرّف الصّقارة بأنّها طريقة لصيد الطرائد باستخدام طير جارح مثل الصقر، يدرّبه شخص يُعرف باسم الصّقار لديه المهارة على الاستفادة من قدرة الطير في الصيد وتدريبه للصيد لصالح الإنسان، إذ يمكن أن يكون هذا الطائر صقراً، أو باز، أو عقاب، وعلى الرغم من أنّ طبيعة الصقارة واحدة، إلّا أنّ أساليبها تختلف من مكان لآخر اعتماداً على قوانين الدولة المعمول بها، ونوع الطائر الجارح المستخدم، وطبيعة التضاريس في المنطقة التي تُمارس فيها.
وتحتاج رياضة الصيد بالصقور إلى الكثير من الوقت والمهارة لتدريب الطائر الجارح على الطيران الحرّ، والصيد لصالح الإنسان، والقبول بالعودة للقفص، ويحتاج الصقّار لتعلّم كيفية العناية بالطائر، وتغذيته، وعلاج المشاكل الصحية التي قد يعاني منها، ومعرفة خصائصه، ومراحل حياته، كما يجب عليه أن يعلم القوانين والقواعد التي تتعلّق بالصيد باستخدام الصقور في المنطقة المراد الصيد فيها.
وتعد الصقارة من الرياضات النادرة، بالرغم من ممارستها في جميع أنحاء العالم، وهي أكثر انتشاراً في بريطانيا، والولايات المتّحدة الأمريكية، وآسيا الوسطى، والهند، وباكستان، والعديد من دول الخليج؛ مثل المملكة، والإمارات.