عرفها وطورها الأقدمين

0

السيوف.. رمز القوة والفخر

عرف الأقدمون السيف منذ الأزل بأنه رمز للقوة والفخر، ويعتبر من أشهر الأسلحة التي استخدمت خلال عصور طويلة، وعرف في معظم بقاع المعمورة، كأداة حربٍ يستفيد منها الفرسان، خلال غاراتهم، أو لحظات الدفاع عن أنفسهم.

صناعة السيوف في بداية الأمر كانت بمواد بدائية مثل الحجر والخشب والعظم، وتطور بتطور الحضارات واختلاف أساليب التعدين واستخدام الإنسان مواد أشد صلابة وقوة وأجمل منظراً كالنحاس والبرونز والحديد والصلب والذهب والفضة، بينما هناك أنواع عدة للسيوف منها: الهندي، التركي، الباكستاني، السعودي، وأفضل الأنواع هو السيف الهندي.

وعلى مدى التاريخ هناك أحداث مهمة عن السيف والمبارزات ومبارزات رد الشرف، ولم يفقد السيف تاريخه في عصرنا الحالي، إذ للمبارزة الرياضية أهمية، فلعبة الشيش والمبارزة إحدى فعاليات الألعاب الأولمبية، وكذلك للسيف مكانة في الفنون والأفراح، فهناك رقصة الترس والسيف الشهيرة، والألعاب السحرية بالسيف عندما يقوم الساحر ببلع السيف، وهناك طقوس الدراويش بالسيف وإدخاله في البطن، أما في الاحتفالات الرسمية واستقبال الملوك والرؤساء فلابد من ظهور السيف مرفوعا بيد رئيس التشريفات.

وفي العصور القديمة كان البرونز مادة صنع السيوف، حتى أنهاها العصر الحديدي، إذ أن الشعوب التي تمكنت من صهر الحديد وصنعت منه سيوفها تمكنت من التغلب على شعوب العصر البرونزي بقوة الحديد، بينما يمكن تتبع صناعة السيف المصري الخوبيش إلى مملكة سومر في الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث يبلغ طوله القياسي من 50-60 سم؛ وصنع من البرونز ثم من الحديد في مراحل لاحقة، واستمر استخدامه حتى 1300 قبل الميلاد، حيث عثر على سيفين في مقبرة توت عنخ آمون.

ويعد السيف عمن أشهر أدوات الحرب عند العرب في الجاهلية والإسلام، فقد استعمل في الهجوم والدفاع، والسيف الجيد هو المصنوع من الحديد النقي ومن الفولاذ وفي العربية لفظ فولاذ أي نوع مميز من أنواع الحديد، بينما يقال لحديد السيف “النصل”، أما حدّه فيقال له “ظبة”. وكان السيف يحلى بالذهب والفضة، ما يؤكد أن حرفته كانت متقنة في الجزيرة العربية.

ووفقاً للمؤرخين، فإن سيوف اليمن هي الأشهر في الجزيرة العربية، كما اشتهرت مكة بصنع السيوف أيضاً، ويؤكد ذلك أن خباب بن الأرث كان يعمل بحرفة صناعة السيوف في الجاهلية، كما صنعت السيوف في نجد ومن قبل القبائل العربية المنتشرة فيها.

ومن أهم أنواع السيوف المشهورة عند العرب “الأريحية”، وأريح موضع بالشام، والسيوف البصرية، التي تباع في سوق بصري، كما تشير بعض المصادر لشهرة بلاد الروم والفرس بصناعة السيوف، وتعتبر السيوف السريجية هي المنسوبة إلى سريج رجل من بني أسد، والسيوف اليمنية القلعية، نسبة إلى القلعة وهي موضع باليمن بواد ظهرية معدن الحديد.

وينسب السيف المشرفي إلى مشرف، وهي قرية باليمن صنعت السيوف فيها، ويقال سيف مشرفي وفي حديث سطيح. وأشهر السيوف في الجاهلية والتي استمرت شهرتها في الإسلام، سيف عمرو بن معديكرب وعرف هذا باسم الصمصامة، وسيف عُرف (بذي الفقار) وارتبط اسمه بالإمام علي بن أبي طالب، الذي حصل عليه في معركة بدر وأخذه من العاص بن أمية، وقيل إنه واحد من سبعة سيوف أهدتها بلقيس ملكة سبأ إلى سليمان ثم وصل إلى العاص. كما قيل إن للرسول -صلى الله عليه وسلم- سيفاً يقال له “رسوب” أي يمضي في الضريبة ويغيب فيها، وكان لخالد بن الوليد سيف سماه مرسباً.

واشتهرت بلاد الشام أيضاً بصناعة الأسلحة عموماً وبخاصة السيوف، وهي حرفة قديمة حافظت الشام عليها رغم عوائد الأيام، بينما ذكر ابن خلدون أن دمشق ازدهرت بصناعة السيوف والتي يعود تاريخها إلى ما قبل القرن الثالث الميلادي، واستمرت هذه الصناعة فيما بعد نتيجة لأهمية السيوف ودورها الحربي، وذكر الكندي أنواعاً عديدة للسيوف. وعدَّ منها خمسة وعشرين نوعاً، تتبع تسميتها لنوع الفولاذ المستعمل فيها، أو المكان الذي صنعت فيه السيوف: كاليمانية والهندية، والدمشقية والمصرية، والكوفية وغيرها، وكان ينقش على السيف الأشعار والآيات القرآنية والعبارات الإسلامية بماء الذهب.

وقد عرفت بعض مدن الشام بصناعة السيوف ومنها: سيوف مؤاب، والإيله، وكان لكل نوع من أنواع السيوف شكل مخصوص أو علامة يمتاز بها ويمكن أن يميز عن غيره، والسيف العربي مختلف القياس بحسب الأقاليم التي انتشر فيها العرب ولم يكن له صفات موحدة، غير أنه يمكن تمييزه عن السيوف الساسانية والبيزنطية والهندية والرومية، فيما تعتبر سيوف دمشق من أجمل ما كان يصنع في بلاد الشام وأفضلها، حيث بلغ لمعانها حداً كبيراً من إتقان الصنعة بحيث يمكن أن يتخذ الإنسان السيف الدمشقي كمرآة لتصليح الهندام.

وبرزت مزايا السيف الدمشقي خلال الحروب الصليبية، وأخذ المحاربون الصليبيون يبحثون عن سر هذه الحرفة وخصائصها، وكانت المادة الأساسية التي تصنع منها هذه السيوف الدمشقية هي الفولاذ الجوهر الدمشقي، وقد تحدث عنه المؤرخون وبينوا الفرق بينه وبين الفولاذ الهندي، وهذا ما يؤكد أصالة هذه الصناعة في دمشق.

//////////////////////////////

السيوف.. أسماء ودلالات وأنواع مختلفة

تعددت أسماء السيوف ما بين المرهف، والعضيب، والصارم، والباتر، والقصال، والمقصل، والمفضل، والمحراز، والغاضب، والهدام، في تعبيرات عن مضائه، كما أن من أسمائه المعروفة الحسام والمهند، وغيرها.

ويعد السيف الرقيق دليل على أنه من معدن صلب ممتاز من الفولاذ ويدل على تقدم في صناعة المعادن، أما إذا كان عريضاً فهو صفيحة، وإن كان لطيفًا فهو قضيب، وحال كان صقيلاً فهو خشيب وهو أيضاً الذي بدئ طبعه ولم يحكم عمله. أما أن كان السيف فيه حزوز مطمئنة عن متنه، فهو مفقر ومنه سمي ذو الفقار، والقطّاع هو مقصل ومخضل ومخذم وجراز وعضب وحسام وقاضب وهذام، إذا كان يمر في العظام فهو مصمم، وإذا كان يصيب المفاصل فهو مطبق، وإن كان ماضياً في الضريبة فهو رسوب، بينما إذا كان صارماً لا ينثني، فهو صمصام، وإن كان في متنه أثر، فهو مأثور.

ويقال على السيف الذي طال عليه الدهر وتكسر حده “قضم”، وإذا كانت شفرته حديدًا ذكرًا ومتنه أنيثًا فهو مذكر، والعرب تزعم أن ذلك من عمل الجن، وإذا كان نافذًا ماضيًا، فهو إصليت، بينما في حال كان له بريق، فهو إبريق، والمطبوع في الهند هو مهند وهندي وهندواني، وإذا كان في وسط السوط، فهو مغول، والقصير يشمل “مشمل”، والكليل الذي لا يمضي يسمى كهام وددان، بينما الذي يقطع به الشجر هو معضد.

//////////////////////////////////////

صناعة السيوف على مدى العصور

بات السيف سلاحاً متقدماً بشكل كبير في العصور الوسطى بعد تحسين المهارات المستعملة في صناعته، وشاع استعمال سيف سباثا الذي زُيّن بأعمال فنية جرمانية، بينما شهد عصر الفايكنج إنتاجاً وتنظيماً أكثر للسيوف، لكنه بقي يدين بالتصميم الأساسي لسيف سباثا.

وفي أثناء الحروب الصليبية من القرن الـ12 إلى الـ13، استخدمت السيوف بكثافة مع وجود اختلافات بسيطة في التصميمات. أما في فترة في أواخر العصور الوسطى وعند عصر النهضة

في الفترة من 1300 إلى نحو 1500، ظل يستخدم السيف مع تحسين الدروع، والتصاميم المبتكرة، بينما التحول الرئيسي هو إطالة قبضة، مما يتيح استخدام بكلتا اليدين، ونصل أطول.

وقد وصلت سيوف كاتانا اليابانية إلى ذروة تطورها في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، حيث وجدت حاجة لاستخدام السيف في أقرب الدوائر، غير أن انخفاض استخدامه جاء مع ظهور التكنولوجيا العسكرية في الحرب.

وانعدم استخدام السيوف في الحروب خلال العصر الحديث، غير أنه استخدم في حالات الدفاع عن النفس، وكعنصر أساسي مع الأزياء في الدول الأوروبية والعالم الجديد، فمعظم الأثرياء والضباط استخدموه في تكملة أزيائهم، وأصبح رمزية شعبية في القرن الثامن عشر، ليفقد السيف بريقه بعد ذلك في القرن التاسع عشر في موازاة تطوير موثوق للمسدسات.

ويتكون السيف من جزءين رئيسين، قائم السيف ونصله، خاصة بالنسبة للسيوف العتيقة، إضافة إلى غمد السيف أو جرابه. ويتكون قائم السيف من المقبض، والقبيعة وهي الحديدة العريضة التي تُلبّس أعلا القائم وتسمى القلة، إذا كانت مستديرة أو كروية، والقتير وهي رؤوس المسامير التي في قبضة السيف، بينما النصل هو حديدة السيف دون القائم، ويوجد في النصل السيلان، وهو سفحه، الذي يدخل في القائم، وفي النصل، بطبيعة الحال، المَضْرِب وهو الموضع الذي يُضرب به.

وتتميز السيوف الجيدة باحتوائها على ما يعرف بالأثر، وهو الفرند أو الجوهر. وتكون في متن السيف شطوب أو قنوات تحفر فيه، لجعل السيف أكثر لدانة وليونة، ويعرف السيف من هذا النوع بالمأثور، أي الذي له أثر أو جوهر أو فرند.

////////////////////////////////////

3 أسماء مشهورة للسيف عند العرب

تتعدد أسماء السيف عند العرب، غير أنها أشهرها على الإطلاق هي: مهند، حسام، ذو الفقار، باتر، وحازم، وتأتي كذلك أسماء مثل: أرشد، بهر، أثير، باتك، براق، سطام، القاطع، حذيم، ديسق، عسار، صارم، قضيب، صمصام، عطاف، قاضي، هندواني، مشاري، فيصل، فاروق، بتار، كاسر، ماضي، والصمصام.

وتطلب صنع السيف الكثير من المهارة المتطورة، كما استغرق الأمر الكثير من المعرفة لمعرفة كيفية استخدامه بكفاءة، فله تاريخ طويل جدًا وقد تطور وتحول عبر العصور إلى أشكال عديدة، وكان للسيف الثقيل للفروسية في العصور الوسطى مقبض كبير، تمّ تقدير ميزة الشفرة المنحنية للقطع في وقت مبكر في آسيا، حيث استخدمها الهنود والفرس وغيرهم لفترة طويلة قبل تقديمها إلى أوروبا من قبل الأتراك، في الطرف الآخر من آسيا، طور اليابانيون نسخة طويلة النصل، أدّى إدخال الأسلحة النارية المتكررة إلى إنهاء قيمة السيف كسلاح عسكري تقريبًا، على الرغم من استمرار الحالات المعزولة لاستخدامه في حروب القرن العشرين، ومع تراجع فائدته العسكرية، اكتسب السيف دورًا جديدًا في المبارزة، خاصةً في أوروبا.

وغالباً ما يُنسب السيف إلى حضارات العالم القديم والشعوب التي ورثت السلاح، فكان السيف أحد الأسلحة الرئيسية في مصر وإفريقيا وآسيا واليونان وروما وأوروبا، ويمكن تصنيفه حسب الانتشار الجغرافي (الشرقية والآسيوية والأوروبية والأفريقية)، فقد تطورت الأنواع الشرقية من السيوف إلى شكل متميز للغاية مقارنة بالسيوف الأوروبية، وفشل السيف المعدني في التطور في القارات الأمريكية والأسترالية. وفي أمريكا الجنوبية والوسطى كان هناك سيف خشبي (ماكانا) تستخدمه الثقافات الأصلية، بينما بعض السيوف غريبة مثل السيف الأوروبي النموذجي وهو ذو نصل مستقيم ومدبب، بينما السيف المنحني تمّ تطويره في الشرق الأوسط وآسيا.

كما يمكن تقسيم السيوف إلى مجموعة بيد واحدة، ومجموعة مزدوجة اليد، فالسيف ذو اليد المزدوجة هو أي سيف يتطلب استخدام كلتا يديه، وتشمل هذه المجموعة سيوفًا مثل: الأوروبية، والأسكتلندية، واليابانية، فقد كان السيف بيد واحدة قصيرًا بمقبض من شأنه أن يستوعب قبضة بيد واحدة فقط، فيما يمكن تقسيم السيف المستقيم ذي الحدين إلى فئتين فرعيتين: شفرة على شكل ورقة، وشفرة مستقيمة الشكل.

وتختلف السيوف في الحضارات المتعاقبة، فالسيف ذو النصل الورقي يتميز بشفرة تتسع عادةً في منتصف النصل، ويتميز بشفرة ذات حواف مستقيمة وتنتهي بنقطة أو نقطة مستديرة، وقد تمّ العثور على سيوف على شكل ورقة في إسبانيا وإيطاليا واليونان ومصر وبريطانيا والدول الاسكندنافية، وربما ترجع هيمنة شكل الشفرة هذا خلال العصر البرونزي إلى حقيقة أنّه كان من الأسهل تحقيق هذا النوع من الشفرات بالبرونز. في وقت كانت السيوف الرومانية المبكرة على شكل أوراق الشجر.

وعُثر على أجود السيوف المستقيمة في الدول الاسكندنافية، التي تنوعت فيما يتعلق بالمقبض والحلقة ولكنها اندمجت لاحقًا في سيوف الفايكنج الشهيرة، وتطورت أنماط وأنواع السيوف، حيث بدأ نمط السيف المستقيم يتغير في القرن التاسع، وكان التغيير الرئيسي هو النصل الأضيق مقارنة بطول السيف، واستمر السيف الانتقالي في التطور إلى سيف الفارس أو سيف التسليح، المتميز بخاصية صليبية كلاسيكية.

أما التطور الآخر فكان هو السيف القياسي الذي يتم حمله في المعارك، وهو خفيف الوزن صمم للقطع أكثر من الدفع، واختلف طوله ليتراوح بين 30 بوصة و32 بوصة، ومع مرور الوقت بدأ الفرسان في ارتداء الدروع الثقيلة وكان هذا أحد أسباب استمرار تطور السيف، حيث كانت هناك حاجة إلى سيوف أكبر وأطول لإيصال صدمة حادة من خلال الدروع أو اختراق الدروع، أدّى هذا إلى تطوير السيف الطويل، ففي القرنين الثالث عشر والسابع عشر ، أصبح السيف المستقيم أطول حيث بلغ طوله بين 3 أقدام، وكان أحد أشهر السيوف ذات اليدين هو سيف كلايمور أو “السيف العظيم”، الذي استخدام في المرتفعات خلال أواخر العصور الوسطى وفي عصر النهضة.

ويقول المؤرخون إن أول من قاتل بالسيف كان هو النبي إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ولكنها رواية ضعيفة كون الوقت الذي عاش به النبي إبراهيم -عليه السلام- لاحقاً على الوقت الذي تم اكتشاف البرونز فيه واستخدامه في صناعة السيوف وأدوات أخرى.

/////////////////////////////////////////////

اعتماد الحديد في صناعة السيوف

أثبتت دلائل تاريخية أن أول أدوات الحديد التي شكلها الإنسان كانت من أصل الشهب، نظراً لخواص الحديد ووجود نسبة عالية من النيكل فيه، حيث أتقن الإنسان عمليات الاختزال بنار الفحم النباتي وأنتج أشياء بسيطة من الحديد في بلاد ما بين النهرين بالعراق، ومارى في سوريا منذ 2500 قبل الميلاد.

وأطلق السومريون على الحديد الطبيعي اسم معدن السماء، بينما سماه المصريون القدماء نحاس أسود من السماء، في وقت بدأت صناعته مع ظهور مملكة الحيثيين في الألف الثالث قبل الميلاد وتحكموا بسوقه ونبع من منطقة أرمينيا الغنية بخاماته.

الحديد المطاوع صنع منذ العام 1900 قبل الميلاد، فيما لم تكن صناعة السيوف في البداية تتم بالحديد الخالص، بل كانت بالحديد والبرونز معاً منذ العام 1650 قبل الميلاد، فأقدم أداة حديدية مشكلة بالطرق عثر عليها وأمكن تاريخها هو خنجر صنع في مصر القديمة قبل سنة 1350 قبل الميلاد، ثم توالت صناعة الأدوات الحربية من الخناجر والسيوف بعد هذا التاريخ، وتطورت صناعتها وأشكالها وانتشرت انتشارا واسعاً في معظم البلدان.

///////////////////////////////////////

أشهر السيوف لدى العرب

اشتهرت بعض السيوف عند العرب، إذ تعد أشرف السيوف وأكرمها سيوف النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- فقد كان لديه أكثر من سيف، وسيفه الذي دخل به مكة المكرمة فاتحاً كان محلى بالذهب والفضة.

ومن السيوف التي يملكها النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- سيف يسمى قلعي، وآخر يمى البتار وثالث يسمى الحتف، وقد غنمها الرسول من بني قينقاع، كما كان لديه سيف يدعى المخدوم وآخر يدعى الرسوب، ولديه أيضاً سيف يسمى مأثور الفجار، وآخر المعور وكذلك العضب، الذي قال فيه الشاعر:

لهادينا في الأسياف تسع.. رسوب والمخدم ذو الفقار

قضب حتف والبتار.. عضب وقلعي ومأثور الفجار

وهناك سيف الصمصامة وهو سيف عمرو بن معد يكرب الزبيدي وهو من أنواع السيوف المجوهرة المميزة. وكان من أشهر السيوف العربية وقد وهبه لعامل الرسول في اليمن خالد بن العاص بعد إسلامه.

أما “ذو الوشاح” فهو سيف الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- والألوق ذو القرط سيف خالد بن الوليد، والملأ سيف سعد بن أبي وقاص، وذو الفقار سيف الإمام علي بن أبي طالب وهو من أشهر السيوف الإسلامية على الإطلاق، فقد غنمه المسلمون في معركة بدر الكبرى من العاص بن منبه السهمي، وقد كان هذا السيف من نصيب الرسول -صلى الله عليه وسلم-  وأهداه للإمام علي  وهو من الجوهر الخالص وبه ثماني عشر فقرة.

وقد تجلى هذا السيف وحامله في الحروب والغزوات الإسلامية اللاحقة خصوصاً في معركة أحد والأحزاب وحنين، حيث يقول حسان بن ثابت:

جبريل نادى في الوغى.. والوقع ليس بمنجلي

والمسلمون بأسرهم.. حول النبي المرسل

لا سيف إلا ذو الفقار.. ولا فتى إلا علي

وغير السيوف الحربية، هناك سيوف تستخدم في المبارزة، ويطلق عليها السيوف الرياضية، ونصلها رفيع مثلث من الفولاذ الصلب ذو رأس مسطح وستخدم في مباريات المبارزة ولا تقتل أبداً، والسيف الكهربائي الذي يتصل مقبضه بجهاز كهربائي بواسطة شريط يسري فيه التيار الكهربائي كي ينير إذا لمس السيف الخصم وبالتالي تحتسب هذه اللمسة لصالح صاحب السيف.

أما السيف الاحتفالي، فهو منحني النصل قليلاً ويستخدم عادة في المناسبات الرسمية والشعبية وفي الاحتفالات العائلية، ولايزال منتشراً في الخليج والشام والعراق، ويعتبر جزءاً من صميم التراث العربي التقليدي. بينما سيف الإعدام يستعمل لإنزال العقاب بالآثمين. وكان أشهر السيافين مسرور سياف ألف ليلة وليلة الذي كان يعمل في بلاط شهريار، واستعمل هذا السيف في بلاد مختلفة من العالم ومن أشهر من أعدموا بالسيف الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد من أصحاب المعلقات في سنة 560م، والملكة آن في برج لندن بإنجلترا عام 1536 م. واستخدم النبلاء والضباط (الساموراي) في اليابان السيف للانتحار.

////////////////////////////////////////////////

أنواع الجوهر المستخدمة في تزيين السيوف

تستخدم ثلاثة أنواع رئيسة من الجواهر لتزيين السيوف، حيث يستفاد من الجوهر الدمشقي، والفارسي، والهندي.

ويتميز الجوهر الدمشقي ببعض الخصائص أهمها التموجات الرائعة التي تشبه البقع الهندسية المحكمة، وألوانه المائلة إلى البياض، وعدم قبوله للصدأ، ويتكون من حبوب ناعمة متقاربة المسام رمادية اللون مع ميلها للبياض. وأطلق الأوربيون أسم الجوهر الدمشقي على كل هذه الجواهر ظناً منهم أنها تصنع جميعاً في دمشق.

وهناك أنواع عدة من الجوهر الفارسي بأشكال وألوان مميزة ومنها جوهر كيرك نيردبان وهي جوهر الأربعين درجة، وجوهر قرة خراسان ويظهر على النصل في هيئة خطوط رقيقة رمادية أو سوداء اللون تبدو كشبكة صيد ملقاة على سطح الماء، وجوهر قرة طبان ويمتاز باللون الأسمر وبتموجات غير منتظمة.

بينما يشبه الجوهر الهندي الدمشقي والفارسي غير أن شكل خيوط أسلاكه في العقد والخانات أرق وأرفع. وسيف الجوهر الهندي أصلب وهو من الأنواع الذي لا يعمل فيه المبرد إلا بعد عناء. وقد عرف العرب السيوف المجوهرة وجلبوها من أماكن صنعها. في وقت تنقسم السيوف الإسلامية إلى قسمين هما: المستقيم والمقوس وأستعمل الأول ردحاً من الزمن في الجاهلية وبعد الإسلام، وهناك طرز عرفت بها السيوف منها: اليتاغان وهو سيف ذو حد واحد مزدوج الانحناء، وخط النصل يتفق مع حركة معصم اليد أثناء الطعن، وهو لا يحتوي على واقية، ويمتاز بثقله الأمامي عند الطعن مما يساعد المقاتل على القطع الباتر السريع.

ويوجد طراز القليج الذي يتحول قبيل الطرف إلى نصل ذي حدين بزاوية واضحة، وبأن طرفه يزداد حجمه تدريجاً، ليضمن زاوية قطع ممتازة لاختصاره طول النصل ليسهل استخدامه، ويلاحظ فيه الدمج بين السيفين المغولي والتركي. وكذلك طراز الشمشير وهو سلاح ضيق النصل سميك ذو حد واحد، وتمتاز قبضته ببساطة تكوينها وخفتها، والواقية على شكل تقاطع، على أن مقبضه من أعلى القبيعة تتجه إلى الجنب فيكون في جملته شكل المسدس. وأستعمل في أغراض الحرب والصيد والقنص معاً. أما طراز تالور شبيه بالشمشير الفارسي، وخوندا استخدمه المغول المسلمون في شمال الهند. في وقت تزخر المتاحف العربية بأشكال عديدة من هذه السيوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *