الأدب العربي يوثق لمكانة الخيل

ارتبطت الخيل بأبيات صارت من أشهر عيون الشعر العربي، فقد عُرف العرب قديمًا وحديثًا بشغفهم الكبير بالخيل، واحتلت مكانة كبيرة في حياتهم، وتفاخروا بها وأفردوا لها الكتب والرسائل، وقالوا فيها الشعر والحكم، وضربوا بها الأمثال.
وتشغل الخيل في أنسابها وصفاتها شطرًا واسعًا من تفكير العربي وحياته، وما ذاك سوى تفسير لخصائصه الفطرية من جهة، وتكيفه مع الواقع من جهة أخرى. ويقول امرئ القيس واصفاً الحصان في معلقته الشهيرة:
مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِـلٍ مُدْبِـرٍ مَعـاً.. كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَـلِ
كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْدُ عَنْ حَـالِ مَتْنِـهِ.. كَمَـا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ
عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كـأنَّ اهْتِزَامَـهُ.. إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْـيُ مِرْجَـلِ
مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى.. ثَـرْنَ الغُبَـارَ بِالكَدِيْـدِ المُـرَكَّـلِ
يُزِلُّ الغُلاَمُ الخِفَّ عَـنْ صَهَوَاتِـه.. وَيُلْوِي بِأَثْـوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ
دَرِيْـرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَـرَّهُ.. تَتَابُـعُ كَفَّيْـهِ بِخَـيْـطٍ مُـوَصَّـلِ
لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَـا نَعَامَـةٍ.. وإِرْخَاءُ سَرْحَـانٍ وَتَقْرِيْـبُ تَتْفُـلِ
ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَدْبَرْتَهُ سَـدَّ فَرْجَـهُ .. بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْـزَلِ
كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَـى.. مَدَاكَ عَـرُوسٍ أَوْ صَلايَـةَ حَنْظَـلِ
بينما يقول الشاعر الكبير الأخطل:
أحبُّوا الخيل واصْطبروا عليها.. فإنَّ العِزَّ فيها والجمالا
إذا ما الخيلُ ضيَّعها رجالٌ.. ربطناها فشاركت العيالا
نصون الخيلَ ما دُمنــا حضوراً.. ونحذوهنَّ في السفر النعالا

ولا ترجع شهرة البيت القائل: ”الخيل والليل والبيداء تعرفني.. والسيف والرمح والقرطاس والقلم”، فقط لشهرة صاحبه المتنبي، إنما لاحتوائه على مفردات ارتبطت بمشاهد البطولة والفداء والفخر على مدار تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، حيث يظل العرب هم أصحاب السبق في الاهتمام بقصص الخيول وصفاتها واستلهامها في الأدب العربي شعراً ونثراً.
وقد سجلت الخيول حضورها كمظهر من مظاهر الحياة اليومية عند العرب، تجسد في قول عنترة بن شداد:
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك.. إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالةِ سابحٍ.. نَهْدٌ تعـاوَرُهُ الكُمــــاةُ مكلمِ

وحديثاً يقول الشاعر أمل دنقل في قصيدته “الخيول”:
الفتوحات في الأرض مكتوبة بدماء الخيول
وحدودُ الممالك رسمتها السنابك
والركابان: ميزان عدل يميل مع السيف
حيث يميل أركضي أو قفي الآن
ويقول اسماعيل بن عجلان في مكانة الخيل:
ولا مالَ إلا الخيلَ عندي أعده
وإن كنتُ من حُمرِ الدنانيرِ موسرا
أقاسمُها مالي وأطعمُ فضلَها
عيالي وأرجو أن أُعانَ وأوجرا
إذا لم يكن عندي جوادٌ رأيتني
ولو كان عندي كنزُ قارونَ معسرا
ولعل أكثر من تطرق لموضوع الخيل في مصنفاتهم، من أدباء التراث العربي هم الأصمعي والجاحظ وابن الأعرابي والأصفهاني، وابن الأثير صاحب الكامل والطبراني، والأصمعي في كتابه (الخيل)، وابن الكلبي في كتابه (أنساب الخيل في الجاهلية والإسلامية)، وابن قيم الجوزية في كتابه (الفروسية).

واهتم الشاعر سليمان النبهاني، الذي ولد في القرن التاسع الهجري، بالخيل ووصفها ولقب بشاعر الخيل والفروسية والفخر، منتمياً إلى فئة الشعراء الفرسان، مثله مثل أبي فراس الحمداني، والشريف الرضي، وعنترة بن شداد، والمعتمد بن عباد، وفي ديوان النبهاني الكثير من القصائد التي تمجد الخيل، خصوصاً أنه خاض معارك كثيرة، وخبر ميدان القتال، وأحرز من الانتصارات على مناهضي حكمه الكثير فهبّ يترنم بوقائعه، وتمرسه بالشدة والصلابة في مجابهة الأخطار، ويظهر شعره صورة المرئيات واضحة، ويكاد يصور لنا المعركة بجزئياتها وتفصيلاتها تصويراً واقعياً غير متخيل:
ولبست لامتي المفاضة واثقاً
بالظاهر المحيي المميت الباطنِ
وركبت جفلة والرماح شوارع
والخيل بين تضارب وتطاعنِ
فتضعضعت عني الفوارس إذ رأت
حملات حيدر في غزاة هوازنِ
وقد خص النبهاني الخيل بقصائد متعددة، كما تعددت أسماء خيوله، فمنها فرسه الشهيرة جفلة، وقد ذكرها في أكثر من قصيدة، وخصص لفرسه الغراب أكثر من قصيدة كذلك:
إن السوابقَ كلها يقصُرنَ عن جري الغراب ْ
قد سُسْته فلوًا وق لتُ له أسبق ِ الجُرْد َ العِراب ْ
صافي الأديم ِ كأنما يجري بمتنيه ِ السَّرابْ
بينما خصص قصائد بأكملها لوصف الخيل ومدى حبه لها، قائلاً:
الخيلُ أفضلُ ما يجبى ويُصطنعُ
وخيرُ مالٍ به في البأسِ يُنتفعُ
هنَّ المعاقلُ إلا أنها سفنٌ
تنجو براكبها إن خامَر الفَزَعُ
الخيلُ أنجحُ ماشنَّ المغارُ بهِ
أهلُ الحِفاظِ وخطِّىُ القنا شرعُ
وتكتمل فروسية النبهاني بالطرديات، فهو يكثر في شعره من الطراد والقنص ووصف رحلة الصيد، وله قصائد عديدة في ذلك، من أجملها تلك القصيدة الطويلة ذات النفس القصصي الملحمي، والتي تصف الصياد وكلابه وثور البقر الوحشي وصفاً تصويرياً متحركاً، وهو من خلال تلك الصورة يسقط المشهد على نفسه مطارداً لأعدائه ومنتصراً عليهم.
//////////////////////////////////
تجارة الخيول.. رواج وشهرة وربحية عالية
باتت تجارة الخيول العربية في العالم من أكثر أنواع التجارة رواجاً وشهرة وربحية، نظرًا لكثرة الطلب عليه، خصوصًا من قبل الأغنياء والأثرياء والملوك الذين يحرصون على اقتنائه والحصول على الخيل العربي الأصيل صاحب الدم النقي والصافي.
وتحدثت العديد من التقارير حول أشهر الخيول في تاريخ السباقات، من بينها حصان “Phar Lap” أو “البرق” بالتايلندية، حيث تمكن هذا الحصان العملاق اسماً وحجماً، من تحقيق 37 فوزاً خلال مشاركته في 51 سباقاً، قبل وفاته بشكل غامض عام 1932، وحقق ثمانية أرقام قياسية بسباقاته. وكان يتميز بطوله الفارع حيث بلغ ارتفاعه 1.7 متر أما وزن قلبه، فبلغ ستة كيلوغرامات، مقارنة بأربعة كيلوغرامات للأحصنة الأخرى.

أما حصان “John Henry” فلقب بـ”حصان الثمانينيات”، فهو أول فرس يتعدى مجموع أرباح بلغت أربعة ملايين دولار حينها، فبعد 39 فوزاً حققها ليصبح في المرتبة الأولى في سباقي “أرلينغتون ميليون” و”سانتا أنيتا هانديكاب آفتار”، وتقاعد عام 1985م. بينما الحصان “War Admiral” هو ابن الحصان “Man O’War” الشهير، إذ حصد سباقات “التاج الذهبي الثلاثية” مع لقب حصان العام سنة 1973م.
وبزر الحصان “Affirmed” في عام 1978 عندما فاز بسباقات “التاج الذهبي الثلاثية”، وفي عام 2006م دخل الحصان “Barbaro ” سباقات ديربي كنتاكي دون أي هزيمة، وكان هذا الإنجاز هو الأكبر منذ خمسين عاماً. أما الحصان “Secretariat” ولد في عام 1970، وبعد عامين فقط حصل على لقب “حصان العام”، وحقق رقماً قياسياً بزمن الفوز في سباق “بيلماونت ستيكس” الذي لا يزال محتفظاً به إلى اليوم.
بالمقابل حقق الحصان “Smarty Jones” مراتب متقدمة في سباقي”كينتاكي ديربي” و”بريكنيس ستيكس” عام 2004، ليصبح الحصان أيقونة في عالم الرياضة، ويظهر أيضاً على غلاف مجلة “Sport Illustrated” بعمر أربعة أعوام.
الحصان “Citation” ولد عام 1945م، وفاز بسباقات “التاج الذهبي الثلاثية”، وبعمر العامين دخل الحصان أول سباق له ليفوز بمليون دولار، وملأت شهرته الآفاق، وصنع له تمثالاً في فلوريدا بارك، كما أنه أدخل عام 1951م إلى قائمة مشاهير السباقات بالمتحف الوطني الأمريكي عام 1959م.
ولم تظهر إمكانات الحصان “Seabiscuit” حفيد “Man O’War” منذ البداية بمجال السباقات، غير أنه أثبت قدراته عام 1937م عندما تمكن من الفوز بـ 11 سباقاً من أصل 15 سباقاً، ليصبح رمزاً وسط الكساد الاقتصادي الأمريكي. ويعود الفضل للحصان “Man O’War” في إنقاذ قطاع سباقات الفروسية الأمريكي في العشرينيات، حيث ولد عام 1917م، ليشارك بعد عامين بأول سباق له، ويفوز بثلاث سباقات كبرى في 17 يوماً فقط.
وترتبط العديد من الخيول السابقة بسلالة هذا الحصان، الذي مات عام 1947م ودفن تحت تمثال صنع خصيصاً له، وألفت عدة كتب حوله، وأدخل إلى قاعة مشاهير السباق عام 1957م.
//////////////////////////////////
50 لعبة تمارس على ظهر الخيل

لا يتوقف استخدام الخيل على السباقات والفروسية فقط، إنما هناك عدد كبير من الرياضات التي يمكن ممارستها على ظهر الخيول، وتصل إلى حوالي 50 لعبة منتشرة حول العالم.
أولى الرياضات التي تمارس على ظهر الخيل هي القفز عن الحواجز، والبولو وهي لعبة جماعية يتم ممارستها من فوق الخيول، فضلاً عن رياضة ترويض الخيول التي تعد أسمى الألعاب الرياضية في اتحاد الفروسية الدولي، إذ يؤدي كل من الفارس والحصان سلسلة من التحركات المحددة مسبقًا والمحفوظة في الذاكرة.
وتأتي رياضة سباق العربة مع الخيول المزدوجة، ورياضة سباق التحمل للخيول، وكرة الحصان وهي رياضة تجمع بين كرة السلة والرجبي والبولو، ورياضة كبح جماح الخيل، وهي رياضة شائعة ومعتمدة رسمياً، ورياضة الروديو بأنواعها المختلفة للصمود فوق حصان جامح، إضافة إلى رياضة باتو وهي رياضة تمارس على الخيل تدمج بين كرة السلة والبولو.
///////////////////////////////
خطوات مهمة لتربية ورعاية الخيل

تحتاج تربية الخيول للعديد من الأمور التي ينبغي توفرها بشكل صحيح؛ لتأمين رعاية جيّدة للحصان من بينها حظيرة ترفع أرضيّتها بما لا يقلّ عن ثلاثين سنتيمتراً عن الأرض لتأمين تصريف جيّد للمياه، لأنه أمر بالغ الأهمّية بالنسبة لصحة الخيل؛ فالرطوبة التي قد تحدث في أرضيّة الحظيرة جرّاء غمرها بالمياه يُمكن أن تُلحق الضرر بحوافر الخيل.
حجم الحظيرة يختلف وفقاً لعوامل عدة؛ مثل: حجم الحصان، وفترة بقائه في الإسطبل، فالخيل التي وزنها نصف طنّ تحتاج إلى حظيرة لا تقلّ أبعادها عن ثلاثة أمتار ونصف تقريباً؛ لتكون قادرة على التحرك والنوم بشكل مريح، ويُوصى بأن تكون جدران الحظيرة بطول مترين ونصف؛ لكي لا تقفز للخارج، بينما الأسقف المنخفضة قد تؤدّي إلى إلحاق الأذى بصحّة الحصان، كما أنّها تمنع حركة الهواء بشكل جيد.
وطبقاً لخبراء تربية الخيول، يجب أن يرتفع باب الحظيرة بمقدار يزيد عن مترَين، وبعرض يتراوح بين 1.0668 متراً إلى 1.143 متراً، حتى يكون آمناً لعبور الخيل من خلاله. بينما يجب أن يكون ارتفاع المأوى الخارجي بين مترَين ونصف إلى ثلاثة أمتار، مع مساحة تبلغ عشرة أمتار مُربّعة لكلّ خيل، إضافة إلى الحرص على إيجاد مساحة كافية لإطعام الخيل. أما الفِراش يكون من مواد عديدة من بينها نشارة الخشب، أو القشّ، وقشر الأرز، أو قشر الفول السوداني كمواد جيدة بديلة عن القش والنشارة. كما يجب أن يكون علوّ الفراش عشرة سنتيمترات في حال الأرضية الترابية، أو خمسة وعشرين سنتيمتراً في حال كانت من الأسمنت أو الأسفلت.
وتعتبر الرعاية والعناية اليومية للخيل مهمة للغاية للحفاظ على صحتها، حيث يوصى بتنظيف شعرها قبل امتطائها وبعده، ويمكن الاهتمام بالتنظيف اليومي وتنظيف المُخلَّفات للمحافظة على إسطبلات الخيول وحظائرها نظيفة، من خلال إزالة فِراش أرضيّة الإسطبل الرطب أو المُتَّسخ فقط؛ كما يُمكن التخلُّص من رطوبته من خلال تعريضه للهواء بعد إخراج الخيول والمَعدّات من الإسطبل. ويُنصَح بوَضع مادّة الجير أسفل فِراش الخيل؛ لمقاومة الروائح والرطوبة في الإسطبل.
وللحفاظ على صحة الخيل يجب تدريبها بشكل مستمر، مع عدم تقديم الطعام والشراب للخيل بشكل مُفرط مُباشرة بعد التدريب؛ لأنّ هذا الأمر قد يتسبّب في إلحاق الضرر بصحّة الخيل، إضافة إلى تجنُب تقديم الماء مُباشرة بعد أداء الخيل للتمارين، إلّا أنّه يتمّ تقديم بعض رشفات الماء بشكل جُزئيّ، بينما من المهم بعد التدريب جَعل الخيل تمشي مشيتها الطبيعية دون إجهاد، وتنظيفها من العرق، والأوساخ.
وفي الأجواء الحارّة يُمكن اتّباع العديد من الأساليب المُختلفة لرعاية الخيل بوضعها في منطقة بعيدة عن أشعّة الشمس المُباشرة، أو نَقلها إلى حظيرة باردة تحتوي على تهوية جيدة. ورَشّ جسم الخيل بالماء البارد، مع الابتعاد عن رش الماء مُباشرة على الوجه، أو الأذنين، ويُمكن تقليل حرارة هذه المناطق من جسم الخيل بواسطة منشفة مبللة بالماء، ووضع عبوات من الثلج على أوعية الدم الظاهرة على رقبة الخيل وساقيها.
أما الرعاية في الأجواء الباردة تتطلب الحرص على تقديم كمّيات شُرب كافية للخيل في الأجواء الباردة، فالخيل تحتاج إلى شرب كميات أكبر من الماء أثناء فصل الشتاء؛ وذلك لتعويض نسبة الرطوبة التي تحتويها الأعلاف الصيفية مقارنة بمثيلتها التي تُقدَّم في فصل الشتاء. وزيادة كمية الطعام التي تُقدَّم للخيل في الأجواء الباردة؛ لتأمين جسم الخيل بالسعرات الحرارية اللازمة لتدفئة جسدها وتعزيز، فضلاً عن مراقبة وزن الخيل وتقديم كمّية أكبر من الطعام في حال ملاحظة نقصانه وتقليل الكمّية في حال ازدياد الوزن، مع حماية حظيرة الخيل من الرياح والعواصف، وتغطية أجساد الخيل بالبطانيات المُخصَّصة لها.
ومع الاهتمام بالرعاية الغذائية، يجب التركيز على الرعاية الصحية بإعطاء اللقاحات الضرورية للخيل، كلقاح التهاب الدماغ الخيلي الشرقي أو الغربي، ولقاح داء الكلَب، وغيرها من اللقاحات الأُخرى، ومكافحة الكائنات الطفيليّة قد تؤثّر سلباً في صحّة الخيل، كالدودة الشريطية، وإجراء الفحوصات الدورية السنوية لأسنان الخيل، والعناية بالحوافر التي تنمو بمعدّل يتراوح بين (0.6سم-1.3سم) في الشهر. وكذلك العناية بالخيل في فترة الحمل والرضاعة بتقديم الطعام اللازم لإمداد الأنثى الحامل بالطاقة.
/////////////////////////////////
إجراءات سلامة أثناء تدريب الخيل
احتاجت المجتمعات لاستخدام الخيول في مجالات كثيرة مثل نقل الركاب والبضائع، وحرث الأرض، والألعاب الرياضية، ما دفع لاعتماد طرق تدريب متنوعة لتتمكن الخيول من أداء مهامها على أفضل وجه.
وطبقاً لمربي الخيول يفضّل أن يرتبط الحصان ومدرّبه بعلاقة وثيقة متبادلة لتعزيز قدرته على التعلّم، حيث يمرّ تدريب الخيول بمراحل عدة، تبدأ بالاقتراب من الحصان ولمسه لتعويده على تقبّل المدرّب منذ المراحل الأولى من عمره، أو بعد الفطام، ويكون ذلك عن طريق التجوّل معه في منطقة صغيرة، ووضعه في مكان والوقوف بالقرب منه لمراقبته، وعادةً سيدفع الفضول المهر للاقتراب من المدرّب، وعندها يمكن للمدرّب البدء بلمس وحكّ غارب الحصان، حتى يبدأ بالاسترخاء والشعور بالأمان والراحة فيتقبّل مدرّبه، ومن ثم السيطرة عليه.

المرحلة التالية تكون هي تركيب الرسن على خطم الحصان، وإغلاقه حول المنطقة التي تقع خلف الأذنين، ثمّ التراجع للخلف، وترك الحصان حتى يعتاد عليه، ومن ثم ربط الحصان إلى عمود قويّ باستخدام حبل مشدود حول الرّقبة، وبعد الاعتياد يتم تركيب السرج، وبعده الشكيمة، ثم قيادة الحصان باستخدام عنان طويل، ويلي ذلك ركوب الحصان بمجرد تثبيت عدّة الركوب عليه، أو تقييد حركته حتى يتمكّن المدرّب من الركوب على ظهره في حال عدم ثباته.
عقب تمكُّن المدرب من ركوب الحصان يمكن البدء بتعليمه إطاعة الأوامر، بالمشي للأمام، والانعطاف، والرّجوع للخلف، بينما أهم الأساسيات الواجب مراعاتها عند بدء تدريب الحصان هي وضع خطّة خاصّة تشتمل على تعليمه المهارات البسيطة، ثمّ التدرج في المهارات الصعبة، وكذلك الثواب والعقاب، بحيث يتراوح أسلوب المدرب بين المكافأة للحصان إذا أحسن التصرف، والعقاب إذا أساء، وتكرار المهارات المراد من الحصان أن يتعلّمها، فضلاً عن مراعاة الفروق الفردية بين الخيول، وبدء التدرب في سن مبكرة.
وهناك إجراءات للسلامة عند تدريب الخيل من بينها ربط الخيول وتقييد حركتها أثناء أداء الأنشطة التي قد يعتبرها الحصان مزعجة مثل تنظيفه، وتدريب الخيول داخل أماكن مغلقة، وفحص الأدوات المستخدمة في التدريب دورياً للتأكّد من صلاحيتها، وارتداء ملابس واقية ومعدات السلامة، مثل: الأحذية الخاصّة، والخوذة، والتّأكّد أنّها ملائمة تماماً للمدرّب، بينما تعتبر قراءة لغة جسد الحصان مهمة للغاية ليفهم المدرب الخيل، ويتمكن من فهم تصرفاته وشعوره، ومن أهمّ معاني الحركات الجسدية التي تتواصل بها الخيول مع بعضها والبشر، هي: تحريك الأذنين للخلف في حالة الغضب، وللأمام عند الفضول والود، على الجانبين في حالة مرضه أو استرخائه، فيما يمد الحصان رأسه ورقبته كنوع من التعبير عن الفضول، في حين يرفعه للتيقّظ والتأهّب، ويكشف عن أسنانه إذا كان غاضباً، بينما يغلق فمه بإحكام للتأهّب.
ومن علامات الجسد لدى الخيل أنها تفتح عيونها على اتّساعهما عندما تكون متأهبة وفضولية، وتغمضها قليلاً مع إرجاع أذنيه للخلف كنوع من التهديد، بينما يمكن التنبّؤ بأنّ الحصان على وشك توجيه ركلة إذا رفع إحدى أقدامه، وأرجع أذنيه للخلف في الوقت نفسه، أمّا إذا كان يقف على ثلاث أرجل فقط، ويريح الرابعة فهذا يدلّ على أنّه في حالة استرخاء وهدوء. في وقت يدل ظهر الحصان المتشنّج والمستدير على توتّره.
////////////////////////////////////////
سهول أوراسيا موطن الخيول المستأنسة المعاصرة

أظهر تحليل للحمض النووي أن أسلاف الخيول المعاصرة عاشتْ في سهول غرب أوراسيا منذ أربعة آلاف عام، حيث استخدم علماء الآثار هذا الحمض لتحديد الموطن الجيني للخيول المعاصرة، إذ تقول دراسة حديثة إنه يُحتمل أن تكون هذه الخيول نشأت في السهوب حول نهري الفولجا والدون، والتي أصبحت الآن جزءًا من روسيا، قبل أن تنتشر عبر أوراسيا، لتحل في نهاية المطاف محل جميع سلالات الخيول الموجودة مسبقًا.
الدراسة التي نشرت في دورية Nature، جمعت على مدار خمس سنوات؛ أجزاءً من عظام وأسنان خيول قديمة، وصلتْ إجمالًا إلى أكثر من ألفي عينة من أماكن ربما نشأت فيها الخيول المستأنسة، بما في ذلك إيبيريا، ومنطقة الأناضول، وسهول غربي أوراسيا، وآسيا الوسطى، للوصول إلى نتيجة.
وتمكن الباحثون من الحصول على تسلسل الجينوم الكامل من مجموعة فرعية ضمتْ حوالي 270 عينة. ولتحديد أعمار العينات، استعانوا بالتأريخ بالكربون المشع، وجمعوا المعلومات من خلال التنقيب الأثري الميداني للاستدلال على السياق الثقافي. وقد منحهم هذا فرصة لتتبع مجموعات الخيول المختلفة قبل الاستئناس وأثناءه وبعده، ليجدوا أنه حتى قبل 4200 عام تقريبًا، كان العديد من الخيول المتميزة تسكن مناطق مختلفة من أوراسيا.
وقال اختصاصي الآثار البيولوجية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة، وأحد مؤلفي الدراسة يقول آلان أوترام: “لقد حلّتْ هذه الدراسة لغزًا هائلًا، وغيرتْ تمامًا فكرتنا بشأن بعض أهم الهجرات البشرية في عصور ما قبل التاريخ”، بينما يقول المؤلف الرئيسي للدراسة لودوفيك أورلاندو، اختصاصي علم الآثار الجزيئية في جامعة بول ساباتير في مدينة تولوز بفرنسا: “الأبحاث السابقة كان لا بد أن تُبنى على أدلةٍ غيرِ مباشرة، مثل أنماط القتل، وتلَف الأسنان، وآثار استهلاك حليب الخيل، وأدلة رمزية، وغيرها الكثير”.
وأضاف أورلاندو: “لما كانت هذه المجموعات متباينة وراثيًا، تمكنَّا بناء على ذلك، من تحديد السلالة التي انحدر منها الاختلاف الوراثي الموجود في الخيول المستأنسة المعاصرة”، فيما وجد التحليل أن الخيول التي تحمل شكل الحمض النووي المستأنس المعاصر عاشتْ في سهوب غرب أوراسيا، وخاصة منطقة فولجا-دون، في الفترة ما بين الألفية السادسة إلى الثالثة قبل الميلاد.
ووصلت الخيول في الفترة بين عامي 2200-2000 قبل الميلاد إلى منطقة الأناضول، ثم إلى منطقة الدانوب السفلى، ومنها إلى بوهيميا وآسيا الوسطى، ثم انتشرتْ عبر أوراسيا، لتحل محل جميع الخيول المحلية الأخرى في الفترة ما بين عامي 1500 إلى 1000 قبل الميلاد تقريبًا.
وكشفتْ تحليلات الجينوم البشري القديم عن هجرات جماعية من سهوب غرب أوراسيا إلى أوروبا خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد، والمرتبطة بثقافة تُعرف باسم «يمنايا»Yamnaya . ويُعتقد أن هؤلاء الأشخاص ساعدوا في نشر اللغات الهندية-الأوروبية في أوروبا، وكثيرًا ما كان يُفترض أنهم امتطوا الخيول. ويقول أورلاندو: “إذا كانت تلك الأعداد الغفيرة جاءت بنفس العدد من الخيول، فعلينا أن نتوقع بناء على ذلك تحولًا مماثلًا في الصورة العامة لأسلاف الخيول”.
وفي السياق ذاته، يقول عالم الوراثة التطورية بجامعة كوبنهاجن بالدنمارك إسكى فيلرسليف: “إن البحث يتطرق إلى مواضيع جدلية طويلة الأمد، تتعلق بدور الخيول المستأنسة في التوسعات البشرية في العصر البرونزي”. في وقت درس فريق أورلاندو أيضًا المتغيرات الجينية التي أصبحتْ شائعة في الخيول المستأنسة المعاصرة من أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد. وكان الجين البارز هوGSDMC.
ولطالما كان أصل تدجين الخيول قضية علمية اكتنفها الغموض لسنوات، فكلما اقترب العلماء من تقديم دليل علمي يكشف اللغز، يتبدد الدليل، ويُعيد الباحثون الكَرّة من جديد؛ لكن الدراسة الحديثة فكت الالتباس حول أصل الخيول التي نمتطيها، واستطاع العلماء معرفة مكان وزمن تدجينها.
/////////////////////////////////
خمسة ألوان أساسية جذابة للخيول

تتمتع الخيول خاصة العربية، بألوان جذابة أساسها خمسة ألوان متمثلة في الأبيض، والأحمر، والأسود، والأخضر، والأصفر، يتفرع منها الأشقر والرمادي والكميت والكستنائي، فيما تتميز الأنواع العربية أيضًا بالألوان النقية الواضحة دون تداخلات.
في المجموعات المختلفة يوجد حوالي 39 جينًا وراثيًّا تحمل الصفات المميزة بما فيها اللون، كما أن هناك ألواناً تسيطر على جسم الخيول، وتطغى على الألوان الأخرى، حيث نجد أن اللون الرمادي يسود على اللون الأسود، اللون الأشقر على الأشقر الكستنائي، الكميت على الأسود، والأشقر ينحسر أمام كل الألوان.
ويمكن إدراك اللون الحقيقي للحصان بفحص الخطم، فقد يبدو الحصان من البعد أسود اللون، ولكن يمكن التعرف على لونه الحقيقي بفحص الخطم الذي يوضح أنه بني غامق، والمهر يمكن إدراك لونه الحقيقي بفحص الخطم وفوق العيون، وفقاً لما جاء في كتاب “الخيل العراب” لقدري الأرضروملي، مبيناً أن بعض الألوان تتمازج فيما بينها، وتنتج ألواناً جديدة عديدة أطلق عليها العرب أسماء جديدة تدل على الألوان المستحدثة.
يعتبر اللون الأبيض في الخيل العربية نادراً عند الولادة وحتى سن الخامسة والسادسة، وبعكس ذلك يكثر اللون الأبيض في الخيل التي تتجاوز أعمارها السادسة فأكثر، والتي كان لونها في السن المبكرة أشهب، وعلى اختلاف شهبته، ويستحب في الخيل البيض سواد أعرافها وآذانها ونواصيها وهذا نادر، بينما اللون الأشهب مزيج من اللونين الأبيض والأسود بدرجات متناسبة، فهناك الأشهب الحديدي أو الأزرق، والأشهب الفاتح وهو ما خالط شهبته لوناً أحمر، أو ما كانت تعلو شهبته نقط حمراء فاتحة. والأشهب الملمع أو الأشيم، الذي تظهر عليه بقع متفرقة ذات لون مغاير للونه الأشهب، والأشهب المولع وهو ما ظهرت على لونه بقع مستطيلة ذات لون مغاير للونه الأشهب، وكذلك الأشهب الأخضر الذي مازج شهبته لون أخضر وهذا نادر.
اللون الأدهم شديد السواد نادر جداً ما يوجد ومستحب بين الخيل، ومنه أنواع عدة من بينها: الأدهم الغيهبي شديد السواد، والأدهم الدجوجي ما دون الغيهبي، والأدهم الأحوي وهو ما مازج سواده لون أخضر، بينما كانت العرب تكره في الخيل الفرس الأصم الذي لا بياض في وجهه والذي لا تحجيل فيه. وهناك الحصان الأحمر (الكميت)، فإن اشتدت حمرته في السواد، فهو كميت مدمى، وإذا كانت كمنته بين السواد والبياض، فهو ورد أغبس، وإذا قارنت حمرته السواد، فهو أصدأ، فإن زاد السواد شيئًا على الحمرة، فهي الجؤوة، والفرس أجاى. ويفضل البدو الحصان الأحمر على سائر الألوان، لأنه يتحمل شدة الحر والبرد.
أما الحصان الأشقر (الأصفر)، يعتبر لونه متفرعاً من الأدهم، فهو مزيج بين اللونين الأحمر والأصفر وله عدة درجات، وهي: الأشقر الذهبي، والأشقر الفاتح، والأشقر الغامق أو الأدبس، وهو ما اشتدت حمرة شقرته، والأشقر المدمي وهو ما تعلو شقرته الصفرة وأصول شعره بلون الحناء، والأشقر العنابي.