استئناس الجمال العربيّة بدول العالم

دُجنت الكثير من الجمال العربية، واستؤنست منذ آلاف السنين في مناطق غير مناطقها الأصلية، حيث كشف بعض الخبراء الاستئناس حصل منذ قرابة 4000 قبل الميلاد، بينما يرى آخرون أن التدجين حصل حوالي عام 1400 قبل الميلاد، ثم انتشر في الشرق الأوسط ما بين 930 قبل الميلاد و1000 عام قبل الميلاد.
ويعيش في العالم حالياً قرابة 13 مليون جمل عربي مستأنس تنتشر غرب الهند عبر باكستان إلى إيران وحتى شمال أفريقيا، ولا تعيش أي جمال عربية حالياً بحالة بريّة طبيعية في موطنها الأصلي على الرغم من أن الجمهرة الوحشيّة الأسترالية يقدر عددها بحوالي 300,000 رأس على الأقل، إلا أنها لا تعتبر بريّة لأن أسلافها التي أحضرت إلى أستراليا كانت أليفة، والأمر سيّان بالنسبة للجمال التي يطلقها البدو في الصحراء في الشرق الأوسط بعد أن أصبحت غير قادرة على تحمل العمل المضني وخدمة أصحابها.
وفي القرن الثاني قبل الميلاد أدخلت الجمال العربية إلى مصر وشمال أفريقيا، كما أدخلت إلى جزر الكناري كحيوانات داجنة، بينما يعتبر الجمل العربي والجمل ذو السنامين الجمال الحقيقيّة الوحيدة التي لا تزال على قيد الحياة. وقد استؤنس الجمل ذو السنامين في آسيا في فترة ما قبل العام 2500 قبل الميلاد، ويوجَد في المنطقة الممتدة من إيران إلى التبت.

انتشرت الجمال بمنطقة الصحراء الكبرى مع حلول الألفية الثانية قبل الميلاد، غير أنها اختفت لفترة قبل أن تظهر عن طريق الفرس عند غزوهم مصر، حيث استخدمت الجمال عبر شمالي إفريقيا، عندما كان الرومان يعينون فصائل من المحاربين راكبي الجمال للتجوال على أطراف الصحراء، حيث تعتبر سلالات الجمال العربيّة الأقوى والأكثر تحمّلاً من الفارسيّة.
الكثيرون يستفيدون من الإبل العربية كمصدر للحليب واللحم، بالإضافة لاعتبارها صالحة للحمل الثقيل، وتنحني لتحميل البضائع والركاب على عكس الأحصنة، فضلاً عن كونها صبورة، طيّعة، وذكيّة، وبحال كان الجمل يشعر بالاستياء، فإنه سيظهر ذلك عبر ضرب الأرض بقوائمه والعدو.

وأدخلت الجمال العربية إلى أستراليا لأول مرة خلال القرن التاسع عشر لغرض استعمالها في استكشاف قلب القارة الصحراوي، وبعد أن حدث تطوّر في وسائل النقل خلال الربع الأخير من ذلك القرن، حتى أخذت القطارات ومن ثم السيّارات الأولى تحلّ شيئاً فشيئاً مكان البهائم، فقام الكثير من أصحاب الجمال بإطلاق سراحها في البريّة حيث شكّلت قطعان كبيرة أخذت من الصحراء الأسترالية موطنا لها، حيث أحضر البشر العديد من السلالات المستأنسة إلى أستراليا من مختلف أنحاء العالم، إلا أن معظمها كان من الهند.
وتشمل السلالات القادمة لأستراليا بين عامي 1840 و1907، إبل البشاري من شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، وجمال بيكانري الحربيّة من راجستان بالهند، وجمال الأراضي المنخفضة الهنديّة القادرة على نقل حمولات ضخمة يصل وزنها لقرابة 800 كيلوغرام، بينما تعتبر الجمال الوحشيّة الأسترالية خليطاً من جميع هذه السلالات، إلا أنه لا يزال يمكن التمييز بين صنفين أو شكلين أساسيين منها: الشكل النحيف المخصص للركوب، والشكل الضخم المخصص للحمالة.
إلى ذلك، أظهرت الدراسات التي جرت على هذه الجمال أن تأثيرها في البيئة الأسترالية محدود جدّاً، فهي غير مضرّة كبقية الأنواع الدخيلة، حيث تفضّل الاقتيات على أنواع نباتات وأشجار لا تستسيغها الحيوانات البلديّة؛ وتشكّل الأعشاب 2% فقط من نسبة غذائها؛ وبما أنها لا تمتلك حوافر، فإنها لا تسبب انجرافا للتربة كما تفعل الحافريات الأخرى.
///////////////////////////////
سباق الهجن والمزاين منافسات تعكس الأصالة

يستخدم نوع معين من الجمال العربية في سباقات الهجن، ذلك بعد تزوج الجمال انتقائياً لإنتاج سلالات صالحة للمشاركة في السباقات المختلفة، بمواصفات معينة تتمثل في خفة الوزن، وسرعة الحركة.
ويعد سباق الهجن رياضة معروفة وذات شعبية كبيرة في المملكة، سلطنة عمان، والبحرين، وقطر، والإمارات، والأردن وأستراليا، ومنغوليا. ويمكن للهجن أن تعدو بسرعة تصل إلى 65 كيلومتراً في الساعة، وتستطيع المحافظة على سرعة 40 كيلومتراً في الساعة لحوالي الساعة من الوقت، فيما يقود الهجين إما طفل أو مؤخراً روبوتات.
بينما تستخدم في مسابقات الجمال خصوصاً في الخليج العربي، وتسمى هذه المهرجانات مزاين، وتصل الجوائز فيها إلى ملايين الريالات، حيث تخطت جوائز أحد الأشواط نحو 10 ملايين ريال. وتظهر هذه المسابقات جمال الإبل بمعايير تتمثل في أن يكون جمالها الإبل طبيعياً وغير مفتعل، خاصة ما يتعلق بكبر حجم الرأس، ورفع وطول الرقبة، وطول رموش العين وحجمها وشكلها، على أن تكون الأنف رفيعة وعريضة، والشفاه متدلية وطويلة لتغطي الأسنان، بجانب شكل الأذنين والسنام، فضلاً عن الشعر المجعد الذي يكمل مواصفات الجمال.
واستبعدت عشرات الإبل من مسابقة “ملكة جمال الإبل” في السعودية بسبب حقنها بالبوتوكس للحد من التجاعيد وجعلها تبدو أكثر جمالاً، بينما تعتبر هذه المسابقة من الفعاليات البارزة في مهرجان الملك عبد العزيز للإبل، وتشمل السمات الرئيسية في الإبل المشاركة في المسابقة: الشفاه الطويلة المتدلية والأنف الكبير والسنام الرشيق.
واستخدم المحكمين في المسابقة تقنية متقدمة للكشف عن المحسنات التجميلية للإبل على نطاق لم يسبق له مثيل، حيث اقتيدت جميع الإبل إلى قاعة ليتم فحص مظهرها الخارجي وحركاتها من قبل متخصصين. كما أجريت فحوص على رؤوسها وأعناقها وجذوعها باستخدام الأشعة السينية وأجهزة الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد، وأخذت عينات للتحليل الجيني واختبارات أخرى. وقال منظمي مسابقة ملكة جمال الإبل إنهم حريصين على وقف جميع أعمال التجميل والخداع في تجميل الإبل” ووعدوا بـ”فرض عقوبات صارمة على المتلاعبين.
ويعتبر مهرجان الملك عبد العزيز للإبل الأكبر من نوعه في العالم، بمشاركة نحو 33 ألف من أصحاب الإبل، بعضهم من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا. وقد شهد المهرجان في نسخته الثانية، تسجيل أطول ناقة في العالم، بموسوعة غينيس للأرقام القياسية بطول بلغ ثلاثة أمتار، محطماً الرقم السابق البالغ 190 سنتيمتراً. والناقة الفائزة ضمن مجموعة “إبل الطوارق”، وأصغر جمل، والجمل أبو سنامين، وهي علامة فارقة في فعالية “نوادر الإبل”.
وأصبحت مهرجانات ومزاين الإبل تستقطب آلاف الجماهير، حيث أصبح مهرجان الملك عبدالعزيز معلماً يزوره أبناء الخليج العربي ويتنافس فيه ملاك الإبل منافسة شرسة للحصول على المراكز الأولى. وتمت تسميته باسم مهرجان الملك عبد العزيز لمزاين الإبل. ويشتمل على سوق كبير يتوفر فيه كل احتياجات المنتزهين والزائرين للمهرجان، وتظهر مخيمات أصحاب الإبل المشاركين بشكل مبهر في عمق الصحراء، تزدان بعقود الأنوار والاحتفالات والمحاورات الشعرية بين الشعراء.
وتصنف مسابقة الملك عبد العزيز لمزاين الإبل، الإبل المشاركة إلى خمسة ألوان: الوضح ومفردها وضحى ذات اللون الأبيض، والشعل لونها قريب من الأصفر، والصفر ذات اللون الذهبي، والمجاهيم لونها أسود، والحمر التي يقترب لونها من الأحمر إلى البني. وكل لون من هذه الألوان يتميز بصفات جمال تختلف عن اللون الآخر.
وفي الإمارات هناك مهرجان الظفرة الذي يشتمل على مسابقة الإبل المجاهيم والهجن، وهي إبل السباق، ورغم أن هذه الإبل تتنافس عادةً بالسباق إلا أن لجنة المهرجان خصصت اشواطاً لجمال هذا النوع من الإبل وتختلف صفات الجمال فيها بشكل كبير عن باقي الأنواع.
ويعتقد أن هذه المهرجانات إذا تمكن القائمون عليها من تقويم بعض النواقص فيها والاهتمام بها ورعايتها أن تكون سوق عكاظ الجديد في جزيرة العرب، الذي يجتمع فيه أبناء البادية والحاضرة والشعراء والشيوخ وعامة الناس كل عام.
/////////////////////////
الجمال الوحشية مهددة بالانقراض
تصنّف الجمال الوحشية، ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض، إذ لم يتبق منها سوى 1400 جمل، تعيش أغلبها في محمية طبيعية في الصين (800 جمل)، وبعضها في صحراء جوبي في منغوليا (600 جمل)، وقد انتشرت في الأزمنة السحيقة من النهر الأصفر إلى أواسط كازاخستان، غير أنها مع حلول أواسط القرن التاسع عشر، وبسبب صيدها قل تعدادها بكل المناطق، وبحلول 1920، لم يبق منها سوى في المناطق الحالية في منغوليا والصين.

يمتاز الجمل البري الوحشي بقدرته على أكل الثلج لتزويد نفسه بالماء، وهذه ميزة تجعله من الحيوانات القليلة في الطبيعة التي تأكل الثلج. وبينما كان يخلط الناس بين الجمل الوحشي (Camelus ferus)، والجمل ذي السنامين (Camelus bactrianus)، أشارت الدراسات الحديثة إلى أن هناك نوعين منفصلين، وأن الجمل الوحشي هو حيوان بري مختلف عن الجمل ذي السنامين المستأنس في أواسط آسيا، وأنه تطور بشكل منفصل عن النوع الآخر منذ 1.1 مليون سنة.
وتمتاز الجمال الوحشية بأن لديها فتحات أنفية طويلة وضيقة ولديها صَفان اثنان من الرموش السميكة وأذنين يملأهما الوبر، ما يجعلها محمية من العواصف الرملية. ولخف الجمال الوحشية باطن قدم غير مقسم وقاس يساعدها بالمشي على الحجارة الحارة والرمال، وينمو وبرها أكثر في الشتاء، وتطرحه في الصيف.
وقد تبدو الجمال الوحشية مشابهة للجمال ذوات السنامين، لكن الفرق الأهم بينهما بالجينات، حيث تدل الدراسات على أن النوعين انحدرا من جدين اثنين، أي تطور كلاً منهما على حدة، فيما توجد اختلافات عدة بين النوعين من ناحية الحجم والشكل، إذ يكون الجمل الوحشي أصغر قليلاً من الجمل ذي السنامين، وله خُف أصغر رفيع وبدن قليل العرض، كما أن له سنامين قصيرين صغيرين تكون عادة بنصف حجم سنامي قريبه المستأنس، وجمجمة مسطحة الشكل.
عادة ما تتنقل الجمال الوحشية في قطيع مكون من 30 بعيراً، وهي حيواناتٌ مهاجرة، وبمجموعاتٍ متناثرة ما يجعل كثافة انتشارها قليلاً، وبواقع خمسة رؤوس لكل 100 كيلو متر مربع، حيث تتنقل هذه الجمال وراء جمل ذكر رئيس بمقدمتها، وتتجمع على مقربةٍ من مواضع المياه حيث يمكن مشاهدة العديد من قطعانها.
تعيش الجمال الوحشية حتى عمر 40 عاماً، وتتزاوج خلال فصل الشتاء وبدايات الخريف، مثلها والجمال العربية، بينما يمكن للنوق الوحشية الإنجاب في عمر خمس سنوات، وبعدها تحمل جنيناً مرة كل عامين. في وقت تنتشر الجمال الوحشية في السهول الجرداء والهضاب قليلة المياه والكلأ، وتعتاش على الشجيرات الصغيرة. وتتراوح درجة الحرارة في بيئاتها كثيراً، في الصيف تتراوح الحرارة ما بين 40°-50° درجة مئوية وفي الشتاء تنخفض الحرارة إلى -30° درجة مئوية تحت الصفر. وتتنقل الجمال الوحشية مسافات طويلة بحثاً عن الماء والكلأ بالقرب من الجبال التي تحوي الينابيع الطبيعية أو الثلج في الشتاء.
أما الجمل ذو السنامين، يعيش في المناطق الباردة مثل: كالميكيا في روسيا، وغيرها، كما يتميز بفجوة بين السنامين تسمى الرَهْو، حيث يساعده السنامان على تخزين أكبر قدر من الدهون والغذاء لتحمل البرد، ويبلغ طول رأسه وجسمه حوالي 3 أمتار، وارتفاع كتفيه يبلغ مترين، ويزن حوالي 700 كيلوغرام، أقدامه عريضة. وله ما يشبه اللحية على حلقه.
ويعيش الجمل ذو السنامين ضمن جماعات يتراوح عددها بين 6 و20 جملاً، يقودها أكبر ذكر في المجموعة يمكنه تحمل درجات الحرارة المنخفضة، بينما تلد أنثاه جملاً واحداً بعد فترة حمل تدوم 13 شهراً، وبعد 3 سنوات يصبح راشداً، ويكتمل نموه في سن الخامسة، حيث يعيش هذا النوع من الإبل في آسيا الوسطى في الصين ومنغوليا وكازاخستان وأوزبكستان وروسيا وعدد من البلدان الأخرى، ويعتقد بأنه اندثر كلياً في طاجيكستان.
////////////////////////////////
أسماء وصفات الجمل عند البدو
يسمي البدو الجمل بالعديد من الأسماء، ويطلقون عليه صفات كثيرة، فيطلقون عليه لقب سفينة الصحراء، باعتباره وسيلة المواصلات البدائية التي اعتمد عليها العرب في السفر والترحال من بلد إلى آخر، وللإبل الكثير من المسميات عند العرب تختلف على حسب مرحلة نمو وصفات الإبل.
ويقول البدو للبعير الذكر جمل، وللأنثى ناقة، بينما الحواء هو المولد الذي يفصل عن أمه، وأطلق عليه العرب حوار؛ نظراً لعدم تمكن أمه من التجوال أو السفر، وبدونه تتحير به خاصة وأن الجمل عند الولادة تكون حركته بطيئة جداً.
ويطلق على الجمل الصغير الذي نزل من بطن أمه، وامتنع عن الرضاعة اسم (مخلول)، بينما الفصيل هو الجمل الذي يتم فصله عن أمه، ولكن بعد عام كامل من الرضاعة، والمفرود أو المفرودة وهو من انفرد عن أمه في البحث عن الطعام كما يطلق عليه أيضا الحاشي سواء إن كان النوع ذكراً أم أنثى.
أما القعود هو الجمل الذي يمكن ركوبه والتنقل به بعد عامين من ولادته، فيما يطلق اسم القلوص على الأنثى التي يمكن ركوبها بعد عامين من ولادتها، والحق أو الحقة هو الجمل الذي بلغ من العمر ثلاثة أعوام. والثني أو الثنية هو الذي بلغ من العمر أربعة أعوام، والرابع والربيعة وهو الجمل الذي بلغ من العمر 4 أعوام، والفحل هو الجمل المسن كما يطلق عليه الهرش أيضاً، والجمل البازل أو الناقة البازلة هو الذي دخل عامه التاسع، ويخرج الناب بعد أن يحدث الشق.
ومن الصفات التي يطلقها البدو على الإبل، البركة وهي الناقة الصغيرة، وخلفة وتطلق على الناقة بعد الولادة والتي يتبعها وليدها، والعشراء التي أكملت سنة بعد عام من الولادة، ودخلت في حمل جديد حيث يصبح لبنها حامضاً، والجمل الفاطر وهو كبير السن، والذلول وهي الناقة سريعة العدو، والتي لها الكثير من المواصفات الأخرى، والزمل وهي مجموعة من الجمال، والتي يطلق عليها قافلة أيضاً، والخلوج وهي تلك الناقة التي مات أو ذبح حوارها، وتظل لفترة من الزمن تحن إلى المكان الذي فقدت به حوارها.
وهناك صفات أخر، مثل: المسوح وهي الناقة التي ولدت، ولكن تم إخفاء صغيرها، ويتم حلبها لفترة كبيرة بدون صغيرها، والجفال وهي الإبل التي يفاجئها شيء ما، وتظل تعدو حتى تهدأ تماماً، والخريش وهي الناقة التي أصيبت بالجفال، ولكن لم تهدأ بعد، ولا يستطيع أحد من الاقتراب منها، وكذلك المردوفة والتي يوجد على ظهرها شخصان، والمغاتير وهي تلك الإبل من اللون الفاتح، والمجاهيم وهي الإبل سوداء اللون، والهمل وهي الإبل التي ترعى بدون راعٍ، والرحول، وهي الناقة التي ترحل من مكان إلى مكان آخر، وأخيراً السانية وهي الناقة التي يخرج عبرها الماء من داخل البئر.
أصوات الإبل تتعدد باختلاف المواقف، فالرغاء هو تعبير من الإبل عن الفزع، والضبح صوت إصدار الهواء عند الفزع بدون رغاء، والحنين وهو صوت تصدره الإبل عند فقدانها وليدها أو لحظة فقدانها لبعضها، والعديد من الأصوات الأخرى.
////////////////////////////////
شواهد على عظمة خلق الله للإبل
التدبر في خلق الله قيمة عظيمة، وجّه بها المولى عز وجل عباده، ومن بين الخلق الإبل، حيث وجه بالتفكّر في مخلوقاته، ودعاهم إلى أن يكون نظرهم وتأملهم في تلك الآيات جميعاً سبباً للإيمان بقدرة الله تعالى، وبأنّه المستحقّ للعبادة، حيث قال الله تعالى في محكم تنزيله: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ*وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ*وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ*وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ).
وقد خلق الله الإبل للناس، بتمكينها من حمل أثقالهم على ظهورها؛ لنقلها من مكانٍ إلى آخرٍ، كما أباح -جل في علاه- للناس أكل لحومها، والانتفاع بألبانها، بل جعل لهم في بعرها فائدةً أيضاً؛ فهم يوقدون بها، وجعل في جلودها منافع عظيمة.
ويرى العلماء أن الإبل أفضل دواب العرب وأكثرها نفعاً، فهي غاية القوة والشدة، وهي مع ذلك تنقاد مع الطفل الضعيف، وينيخها ليضع عليها أحمالاً ثقيلة يعجز البشر بقية الحيوانات عن حملها، كما تصبر على الجوع والعطش لأيام، وتبلغ في سفرها المسافات الطويلة، وترعى كل نبت في البراري، فخلقها عجيب.
واعتبر بعض العلماء أن الجمع بين الإبل والسماء والجبال والأرض في آية واحدة للتناسق بينهم، فالإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السماوات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه.
وفي موضع آخر ورد فيه ذكر الإبل في سورة الأنعام، لقوله تعالى: (وَمِنَ الإبل اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ) كما ورد ذكر الناقة في سبعة مواضع، لقوله تعالى في سورة الأعراف: (هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّه)، و(فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ)، وفي سورة الشمس (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَـــــةَ اللَّهِ وَسُــــقْيَاهَا، وفي سورة القمر (إِنَّا مُرْسِلُو الْنَّاقَةِ فِتْنـــــَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ)، وفي سـورة الشـعــراء (قَــــالَ هَــــذِهِ نَـــاقَةٌ لَهَــــا شِرْبٌ وَلَكــــُمْ شـــِرْبُ يَـــــوْمٍ مَعْلُومٍ)، وفي سورة الإسراء (وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا)، وفي سورة هود (وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ).
ويلجأ الكثيرون إلى العلاج ببول الإبل، اعتقادًا بمعالجته للأمراض العضوية في جسم الإنسان، ويؤمن بهذا العلاج العديد من الناس، رغم وجود جدل خلو فعاليته. وبينما توجد دراسة علمية نشرت على موقع NCBI تقول إن بول الإبل يحتوي على مواد مضادة للسرطان، نصحت منظمة الصحة العالمية بتجنبه، حيث تم الربط بينه وبين متلازمة الشرق الأوسط التنفسية. ويعتقد أن لدى الجمال علاقة بانتقال المرض إلى البشر. وكثيراً ما يستخدم بول الإبل من في البادية كدواء بطرق مختلفة، إذ يخلطه البدو مع حليب الحليب وشربه.